الكتابة

الثلاثاء ٢٣ ماي ٢٠١٧.  الساعة ١١:٥٦
قرار الكتابة ليس قرار سهل التنفيذ. غالبا أَجِد نفسي في حالة إضطراب نفسي فلا أقدر على التركيز في القراءة أو أي عمل يستوجب مني التفكير. هذا يدفعني  للتفكير في الكتابة و كأن الكتابة بالنسبة لي هي وسيلة لتصفيف أفكاري، أو كأن  أفكاري لها أن تختفي في ظلمات النسيان و تموت بسرعة أو أن تنمو في كتاباتي و تتبلور فتأخذ شكلا أكثر وضوحا مما كانت عليه في مخيلتي.
  هذا الإندفاع الآلي و الذي يكاد يكون غريزيا إلى الكتابة هو ما يفسر أن كتاباتي ليست لها شكل أكاديمي و لا تخضع إلى معايير معينة في الكتابة. هي أولا مواصلة لحالتي المضطربة فأنا لا أحاول أن أرتب أفكاري أولا أو أمنع نفسي من الكتابة في موضوع ما.بل أكتب بدون قيود و بدون إختيار. أنا أكتب لأني مجبور على الكتابة
لكن لتكون كتابتي َأجود و أسمى ، علي أن أفك رابطها بشعور الواجب و أن أجعلها تلتمس مشاعر أخرى و تحكي أحاسيس مختبئة. لكي تكون كتابتي مرآة نفسي، علي أن أكتب طويلا و لا أقف بعد الكلمات أو السطور الأولى. علي أن أعَض أصابعي لأعاقبها إن كسلت أو  أعجبت بما ظهر في الآونة الأولى من وقت الكتابة. وقت الكتابة الحقيقي يبدأ عندما الأصابع تنقر على الحروف و حركتها نابعة من عطش الكاتب لمقابلة نفسه الحقيقية، العميقة و النقية، بدون مقدمات.  وقت الكتابة يبدأ عندما يموت الكسل و يتحول التعب إلى نوع من النشاط و الحيوية. فالكاتب عندما يتعب يصبح أكثر قربا.         لمشاعره و أفكاره الجوهرية. الكتابة بالنسبة لي هي حياة أخرى، حياة ثانية. بدون الكتابة أنا فقط عابر سبيل في هذه الحياة. قد أغضب مرات و قد أطمح في حياتي الخارجية،قد أنجح في دراستي، في علاقاتي، في عملي. قد أفشل مرات و إن لا أؤمن بالفشل.  قد تعجبني رائحة العطر و مرأى القمر في الليل،. هذه تجليات حياتي. و عندما أكتب هذه الكلمات ، أنا أعيش مرة أخرى هذه التجارب فتكون لها طعما آخر،  له رونقه الذي لا يقل حلاوة عن رونق التجربة الوجودية.

Comments